Wednesday, June 13, 2007

يادى الكسوف

مازال صوت التصفيق يدوى فى اذاننا بعد ان خرجنا من الحفله

نظرت لزوجتى و قلت : مبسوطه ياحبيبتى

قالت و عيناها تلمع من السعاده : اه طبعا ...الحفله كانت تحفه

................
ثم

ثم نظرنا الى بعضنا ...و ... و انفجرنا فى ضحك هيستيرى

ضحك لم يتوقف منذ خمسة ايام ... و لن يتوقف لعدة ايام اخرى


و لكى تعرفوا السبب ....... سنعود الى ما حدث قبل ذلك باسبوعين

*********
***************
ديســـمبر 2005

انا : على فكره ... عمر خيرت هايعمل حفله قريب ...يوم 25 عشان الكريسماس

مراتى : بجد ... طب كويس

و لسان حالها يقول ... و انا مالى مايعمل

انا : دى اكيد هاتبقى تحفه .... و الله حفلاته وحشتنى ...بقالى كتير مارحتلوش حفلات

مراتى : اه ...طبعا ...هاتبقى تحفه

انا : طب ماتيجى نروح

مراتى : بجد ..... طب و الولد

ملحوظه : كان ساعتها المحروس التانى لسه ماشرفش

انا : نبقى نسيبه عند طنط ... مايجراش حاجه

مراتى : و الحفله هاتكون فين ؟

انا : على مسرح جاليريا فى جراند حياة ...اللى هو كان ميريديان يعنى

مراتى : ايوه ..... ايوه

طبعا هى لا عارفه فين ميريديان و لا فين جراند حياة .. مراتى تتفسح و انا ادفع و بس ...الاسامى مش مهم

انا : طيب انا هاتصل بيهم و اسأل

هى : اوك

*****************

Galleria , Good Evening

دى البنت اللى ردت عليا ..و بصوت اخر مياصه

انا : من فضلك عايز اسأل على حفلة عمر خيرت

المايصه : اتفضل يا فندم تحت امرك

انا : يا ترى لسه فيه تذاكر ؟

ملحوظه : لازم الف و ادور و اعمل فيها برنس ...مش معقول اقولها التذكره بكام علطول كده

المايصه : اه يا فندم فيه طبعا

انا : فى اول صف ؟؟

حركات برضه

المايصه : ايوه يافندم .. لسه فيه.... تقريبا مافيش الا اول صف ب 300 جم
و الصفوف الاماميه ب 200 جم الباقى ابو 100 جم و 50 جم خلص خلاص


الله يحرقك ...ده انا باقول فى سرى

انا : طيب عموما ...هابقى اتصل تانى ....باى

********************************

انا : ماتيجى نروح ابو 200 وخلاص

مراتى : انت بتهرج يا شاور بلاش دلع

انا : يابنتى دى فرصه

مراتى : الحفلات جايه كتير

انا : طيب ...نستنى بقى اى حفله ليه فى الساقيه من ابو رخيص

**************************


بعد 3 ايام

انا : شفتى الاعلان اللى فى الاهرام ده

مراتى : اعلان ايه

انا : بيقولك ياستى ... ان احنا لو اشترينا من جاليريا سنتر حاجات ب 300 جم ...هايدونا تذاكر حفلة عمر خيرت ببلاش


مراتى : طب و احنا مالنا


انا : ايه اللى احنا مالنا ... نروح نشترى حاجات من هناك و ناخد التذاكر .. ..موجانان


هى : انت يابنى ايديك بتاكلك ...عايز تفرتك و خلاص


انا : ماهو اكيد هانلاقى حاجه محتاجينها ..و اهو نبقى ضربنا عصفورين بحجر


هى : ماشى لما نشوف


**************


رحنا جاليريا سنتر .......و لقينا الموضوع اخر مهرجان


و اعلانات الحفله فى كل حته ..و زينات عشان راس السنه ...و بابا نويل ادى للولد بالونه


و حاجه اخر ابتهاج


انا : بصى .. الكاونتر بتاع الحفله هناك اهه لما اروح اسأل


هى : اوك

**

انا : ياترى الاوفر بتاع تذاكر عمر خيرت لسه شغال ؟

الراجل : ايوه يافندم ... لغاية ليلة الحفله

انا : همممم ..... و ياترى التذاكر الهديه بقى فى انهى صف ؟

الراجل : فى الصفوف الاماميه طبعا يافندم

على فكره الراجل كان بيتكلم بمنتهى الذوق و الادب ..و بصراحه المكان كله كان على المستوى المتوقع

****

المهم رجعت لمراتى و ابتدينا نعمل الشوبنج الاجبارى ...و بعد اللف على المحلات اشترينا شوية حاجات ب 300 جم فعلا

يعنى ..... جينز ليا و شوية حاجات لابنى و كده

المهم خلصنا و توجهنا الى الكاونتر تانى علشان ناخذ الجايزه

**************

واحنا متجهين ناحية الكاونتر اكتشفت ان الراجل اللى انا سألته مشى و جه مكانه شاب حليوه كده ... و النظافه هاتنط منه حاجه كده زى احمد عز و العياذ بالله

انا : مين الواد الامور ده ..؟ امال فين الحاج اللى كان هنا

مراتى ( وهى فاتحه بقها : اه ...هو فعلا امور

انا : احترمى نفسك شويه

هى بغيظ : الله .... مش انت اللى بتقول ؟

انا : طب استنى هنا مع الولد و انا هاروحله

******

المهم رحت عند الشاب الحليوه و انا متآلط على الاخر و عاوج لسانى

انا : هاى جود ايفيننج

شبيه احمد عز : اهلا يافندم تحت امرك

.......انا : بخصوص تذاكر الحفله ...انا عملت المشتريات و

الشاب : ايوه ...تحت امرك ممكن اشوف الايصالات

برضه الواد كان فى منتهى الادب و التربيه وهو بيتكلم ...هى الناس دى مش ساكنه فى مصر ولا ايه !!!؟

انا بآلاطه و قرف : اتفضل

الولد اخد الايصالات منى .....وبص فيها وهو لسه مبتسم ... شويه و ابتدا وشه يحمر .. ويقلب فى الايصالات و كان باين عليه انه محرج او مكسوف من حاجه

انا و انا لسه متقمص شخصية عبود باشا : ايه ...فى حاجه ولا ايه ؟؟؟

الواد الحليوه : لا ...أأ ...بس ...حضرتك دى مشتريا ت ب 300 جم

!! انا : ايوه

الواد : بس الاوفر على المشتريات ب 3000 جنيه مش 300

طــــــــاخ

ده صوت الخبطه اللى جت على نافوخى

انا وانا اتجه الى نصف هدومى : ازاى كده ..الاعلان بيقول 300

الولد وهو محرج بجد : اسف يافندم .... الاعلان اهه و كمان البورشور بتاع الاوفر شوف حضرتك

نظرت و انا هايغمى عليا من الموقف ..و بالفعل كل حاجه فى الاعلان بتقول 3000 !!!!! امال انا جبت رقم تلتميه ده منين ؟؟

انا : أ..أأأ انا متأسف جدا ...انا مش عارف شفتها 300 ازاى ده انا قريت الاعلان اكتر من مره

طبعا كنت باكلمه و انا عباره عن قطعة غسيل لسه خارجه من الغساله الايديال بتاعة زمان - فاكرينها - و بصيت جمبى و اكتشفت ان مراتى و الولد كان واقفين من بدرى و الموضوع بقى بجلاجل

الولد و هو ينظر لنا بأحراج حقيقى : اسف مره تانيه يافندم ...اكيد حضرتك ماخدتش بالك

*************

انسحبنا من امام الشاب انا ومراتى و احنا زى السكرانين من كتر الاحراج و الكسوف ، و اللى زود الموضوع احراج ان الولد كان فى منتهى الذوق و الادب و كان محرج اكتر مننا

المهم ...قعدنا نلف انا و مراتى عشر دقايق فى المول و بعدين قررنا ان احنا نروح

انا : انا مش هاخرج من الباب اللى هناك ...انا مش ممكن ابص فى وش الولد بتاع الكاونتر تانى

مراتى : بس احنا راكنين هناك

انا : مش مشكله ... نخرج من اى باب و نمش شويه ...انما انا مش ممكن اخليه يشوفنى تانى

اقتنعت بكلامى ...و قعدنا نلف المول كله ان احنا نلاقى اى باب تانى ... ابدا

انا : يعنى ام المول ده كله مافيهوش الا الباب اللى هناك ...ده فقر ايه ده

هى و قد بدأت فى الضحك : خلاص بقى يلا نروح وخلاص انا تعبت

انا : امرى لله .. نخرج من الباب و نعمل نفسنا مش شايفينه ...هى يعنى البصه هاتلزق ...ماتبطلى ضحك يا ظريفه

هى وهى مسخسخه على الاخر : اصلك ماشفتش منظرك لما عرفت

انا : ها ها ها ...يا دمك

المهم توجهنا ناحية الباب الرئيسى عشان نمشى ..ووجدنا الشاب الحليوه واقف لسه على الكاونتر

انا : يخرب بيتك ...انت لسه مرزوع

عملنا نفسنا سياح و مشينا نتفرج على المحلات فى اتجاه الباب

و فجأه ...الواد شافنا و توجه بسرعه ناحيتنا و على وجهه نفس الابتسامه العسوله وكأنه كان مستنينا

مراتى : ايه ده هو عايز ايه تانى ؟ جاى علينا ليه ؟

انا -بقلق - : مش عارف ....يانهار اسود .... لاحسن يكون فاكر ان احنا كملنا مشتريات و جايين ناخد التذاكر ....يادى الكسفه الدوبل ياربى

**

الواد : اسف على الازعاج ... ممكن لحظه

انا -فى سرى - : ارغى يا عم الامور

الواد : انا بكرر اسفى على الموقف اللى حصل يافندم

يانهار اخضر ده هو اللى بيعتزر

انا : لأ مافيش حاجه

وفجأه دخل ايديه فى جيبه ...واخرج ظرف فى منتهى الشياكه

الواد : لو سمحت يافندم ،،، بأسم مسرح جاليريا ...ارجو انك تقبل مننا الاعتزار ده ...دول تذكرتين لحفلة عمر خيرت فى الصفوف الاماميه ...علشان نصلح الموقف ده

انا : بمففممفمفم فتفتفن .........نعم

الواد : ارجو انك تقبلها منى انت و المدام

نظرت لأجد مراتى تحولت الى اللون البرتقالى من كتر الاحرا ج

انا : مممقهقعق ........... شكرا

الواد : سهره سعيده انشاء الله ...استأذن حضرتك فى رقم تليفونك عشان تكون معانا فى الحفلات الجايه

وجدتها فرصه مناسبه ..واخرجت الكارت الخاص بى و اديتهوله ...عشان يتأكد ان احنا مش شحاتين

انا وقد استعدت مقدرتى على الكلام : انا متشكر جدا ... و اسف على سوء الفهم

الولد : لأ يافندم ماحصلش حاجه

*************

خرجت انا وزوجتى و جوانا احاسيس كتير .... مكسوفين و فرحانين .. و مستغربين ...و بنضحك بجنان .... و بردانين موت لأننا كنا فى شهر ديسمبر ....... و كمان فخورين ان البلد لسه فيها حاجه اسمها ذوق

و ابنى الصغير بيضحك على ضحكنا و هو مش فاهم حاجه

:)

ثم خطر لى خاطر بعد مادخلنا العربيه

انا : اوعى يابت يكون مقلب و الظرف مافيهوش حاجه

هى : يالهوى .... طب افتح بسرعه

و فتحت الظرف لأجد تذكرتين للحفل من فئة 300 جم

********************

" عمر خيرت مغمض العينين ...و هو يعزف مقطوعته الخالده ... "ليلة الفبض على فاطمه

جمهور الصفوف الاولى من حولنا من مشاهير الفن و الصحافه ... و الالماظات و الفوريرات زى الرز

الجماهير تتمايل من النشوه مع الانغام الساحره

وانا ومراتى - واحنا لابسين اشيك حاجه فى العيله - ننظر الى بعضنا و مازلنا نضحك بجنون

***********************

انا بعد الحفله : لأ ..وانا اللى كنت بادور على باب تانى عشان نخرج منه

هعهعهعهع ....هعهعهعهعهع

هعهعهعهعهع ....... هعهعهعهعهع








Sunday, June 03, 2007

هذا الرجل

لا اعرف لماذا تسمرت فى مكانى عندما شاهدت هذا المنظر

لا اتذكر ما هى المناسبه

و لكن العائله بالكامل كانت مجتمعه فى منزل جدتى رحمها الله
:
و فى وسط الصخب الصادر من حديث الناس و صوت التليفزيون و صوت الشارع

كنت احمل فى يدى كوب من الشاى التقطته بصعوبه وسط هذه الحرب

و قررت ان اهرب الى حجرة الصالون

فوجدته هناك و تسمرت فى مكانى

و لم ادخل الى الغرفه

و لم اصدق عيناى

كان جالسا فى الصالون ... و ابنى يجلس على احدى قدميه

كان الطفل يضحك بجنون ... و الرجل يلعب معه

يلعب معه بحب شديد ...حب صافى خالص


يلعب معه و هو يضع على رأسه .....


طــرطــور

نعم طرطور خاص بالاطفال لزوم الحفله


قلت لنفسى و انا لا اصدق

يا الله .........اهذا هو ؟

اهذا هو الرجل الجبار الذى اعرفه ؟
!!!!!لكم تغير

اهذا هو ؟

الذى كان يتحدث معنا بحساب ...و يضحك بحساب !!؟
الذى كانت و مازالت الناس تحترمه و تهابه من اول مره تراه
الذى كانت العائله و حتى الجيران ...يحسبون له الف حساب
الذى كان يضرب اكثر مما يتكلم
!!!!!


تفرست فى ملامحه مره اخرى ..و انا لا اصدق مااراه

هذه السعاده التى تطل من عينيه

و هذه البراءه التى لا تقل عن براءة االطفال من حوله


*******
ثم دخلت ابنة اختى

الطفله الرقيقه ذات العامين

*

لنزيد دهشتى مما اراه ... و يتحول الرجل الى مهرج حقيقى

يلاعبهم و يلاعبونه .....و الجميع فى سعاده


:::::::

طوال عمرى مقتنع ان هذه الجديه الشديده ورائها اطيب و احن قلب

وكل هذه القسوه طوال السنوات الماضيه ...كانت من دافع الحب و القلق

لم يقصر فى حقنا ...لم يرفض لنا طلبا ... لم يدخر جهد لاسعادنا

كان بالفعل عطوفا حنونا و لكن بطريقته

طريقته التى للأسف لم افهمها فى وقتها

وفهمتها الان
الان


و هو يلبس الطرطور .... و يلاعب اولادنا

ولأول مره اقولها

و عيناى تدمع

اقولها فى سرى ..و لا اجرؤ ان اصرحها له

احبك يا أبـى

أحـبك