Monday, August 21, 2006

الحمار

دخل حمار مزرعة رجل

وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه
كيف يخرج الحمار؟؟
سؤال محير ؟؟؟
أسرع الرجل إلى البيت
جاء بعدَّةِ الشغل
القضية لا تحتمل التأخير
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون
(يا حمار أخرج من مزرعتي)
ثبت الكرتون بالعصا الطويلة
بالمطرقة والمسمار
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة
رفع اللوحة عالياً
وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس
ولكن الحمار لم يخرج
حار الرجل
"ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة"
رجع إلى البيت ونام
في الصباح التالي
صنع عددًا كبيرًا من اللوحات
ونادى أولاده وجيرانه
واستنفر أهل القرية
"يعنى عمل مؤتمر قمة"
صف الناس في طوابير
يحملون لوحات كثيرة
(أخرج يا حمار من المزرعة)
(الموت للحمير)
(يا ويلك يا حمار من راعي الدار)
وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار
وبدئوا يهتفون
أخرج يا حمار. أخرج أحسن لك
والحمار حمار
يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله
غربت شمس اليوم الثاني
وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم
فلما رأوا الحمار غير مبالي بهم رجعوا إلى بيوتهم
يفكرون في طريقة أخرى
في صباح اليوم الثالث
جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر
خطة جديدة لإخراج الحمار
فالزرع أوشك على النهاية
خرج الرجل باختراعه الجديد
نموذج مجسم لحمار
يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي
ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة
وأمام نظر الحمار
وحشود القرية المنادية بخروج الحمار
سكب البنزين على النموذج
وأحرقه فكبر الحشد
نظر الحمار إلى حيث النار
ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة
يا له من حمار عنيد
لا يفهم
أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار
قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج
وهو صاحب الحق
وعليك أن تخرج
الحمار ينظر إليهم
ثم يعود للأكل
لا يكترث بهم
بعد عدة محاولات
أرسل الرجل وسيط آخر
قال للحمار
صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحته
الحمار يأكل ولا يرد
ثلثه الحمار لا يرد
نصفه
الحمار لا يرد
طيب
حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه
رفع الحمار رأسه
وقد شبع من الأكل
ومشى قليلاً إلى طرف الحقل
وهو ينظر إلى الجمع ويفكر
(لم أرَ في حياتي أطيب من أهل هذه القرية يدعوني آكل من مزارعهم ولا يطردوني ولا يضربوني كما يفعل الناس في القرى الأخرى)
فرح الناس
لقد وافق الحمار أخيرًا
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب
وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين
وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه
في صباح اليوم التالي
كانت المفاجأة لصاحب المزرعة
لقد ترك الحمار نصيبه ودخل في نصيب صاحب المزرعة
وأخذ يأكل
رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات
والمظاهرات
يبدوا أن لا فائدة
هذا الحمار لا يفهم
إنه ليس من حمير المنطقة
لقد جاء من قرية أخرى
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار
والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى
وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم
حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار
المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي
جاء طفل صغير
خرج من بين الصفوف
دخل إلى الحقل
تقدم إلى الحمار
وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه
فإذا به يركض خارج الحقل




((التعامل مع الحمير بالعصا وليس بالهتاف والصياح))

6 comments:

الأميره أوسه said...

ناقص يعملوا مقاطعه
سكتناله دخل بحماره
أنت عارف الناس دى أكيد معندهاش جامعة دول حميريه
المظاهرات لاتجدى نفع
ما أؤخذ بالقوه لا يمكن أسترجاعه الا بالعصايه
برافو يامرايه
قصه جميله ومعبره عن عالمنا العربى العبيط
العواف

Shower-Mirror said...

شكرا يا أوسه و نورتينى .... و للأمانه القصه دى جتلى على الميل بس أتأثرت بيها جدا

أحمــــــــدبــــــــــلال said...

طبعاً من الواضح مين هو الحمار و مين صاحب الأرض


أيه رأيك لو ممكن تتنشر فى الجرائد و الصحف ممكن نضحك الناس و نفهمهم حاجة فى نفس الوقت بدل مابيضحكوا على كلام فارغ بيقروه و بيشوفوه

أحمــــــــدبــــــــــلال said...

أزددت شرف بأضافتك لمدونتى

Shower-Mirror said...

احمد بلال

الف شكر يا ابو حميد و الشرف ليا و الله ... تنور فى اى وقت

Anonymous said...

شوووف
هو قبل ضربة القفا نسيت تقول انهم عملوا اول معاهدة تطبيع مع الحمار فى تاريخ الحمير ...ااا ....اقصد البنى ادمين
اهو ام التطبيع دة اللى دخل رجل الحمار واهله واللى جابوه فى الارض دى وارض الجيران وجيران الجيران
لدرجة تصدير منتجات الدولة الحصاوية لاراضى الفلاحين بتوع الهتاف العبيط دول
قلمك حلو اوى
استمر